لاَ تكن عقلٍ لا يعِي مايقرأ ..

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أمّا بعد .. من نعم الله علينا أنْ جعلنا من أمة إقرأ تلك الأمة التي خصها الله بـالفضل العظيم .. فأول مانزل من القرآن الكريم على النبي المصطفى كان أمراً بالقراءة .. ! قال تعالى في سورة العلق:[ إقرأ باسم ربك الذي خلق ] وأول ماخلق الله القلم .. وقال له أكتب مقادير الخلق حتى قيام الساعة ! ولكن وبكل أسف أصبح البعض مِنّا ينتسب إلى أمة إقرأ ولكنه لايقرأ .. وإذا قرأ لا يَعي ماقرأ ! القراءة كنز لايستخرجه سوى ذُو لُبٍ ! من استطاع أن يصل الى هذا الكنز استطاع أموراً كثيرة ! وفُتحت أمامه أبواباً عديدة ! فهاهي بعض العقول اليوم لم تعد قادرة على السير وسَط رُكام الأفكار ! فنرى أصحابها يقرأون ولكنهم لايَعوُن مايُكتب .. يقرأون فقط لِيُقال عنّهم قُرّاء .. وإن ضَلوا سبيل القراءَة الصحيح .. ! عقول تستهويها كتابات فارغة من كل هدف ! عقولٌ تلهث خلفَ مجلات جعلت منْ العُري ديدناً لهاً , و روايات تنسخ كل سُخف ِبها إلى عقل القارئ بلا هواده ! كتابات إلحادية زخرفت القول .. لِتُغري بهِ القارئ .. ولتصب سمومها في ذلك العقل وهي تبتسم !! عُقول لا تَعِي ماتَقرأ .. فتراها وإنْ قرأت مايُفيد جهَلت المغَزى , وإنْ حاورَت .. تجاوزت كل حدود الحوار الهادف لِتجدها قاربت الشِجار أو أدنى ! بعد ذلك ألا ترَى معي أيُها القارِئ الكريم .. أن منْ أسباب عزُوف البعض عن الكتابة هو نُدرة وجود القارئ الجيد ! وكأن لِسانْ حالهِم يقول أعطني قارئاً جيداً , أعطِك فِكراً قيّماً !