السيده سارة – رضي الله عنها – زوجة خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم
زوجة إبراهيم – عليه السلام -
سارة – رضي الله عنها – زوجة خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم ، زوجة نبي ورسول ، وأم نبي ، وجدة نبي ، وأم جدة نبي وإليها ينتهي نسب عشرات الأنبياء – عليهم السلام – وجارة أم نبي .
ذهب بعض العلماء إلى أنها نبية .
عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه قال: قالت فاطمة – عليها السلام ، والله يا رسول الله ، لا ينفعني عيشي حتى تسأل جبريل عن أمي فسأله ، فقال : "هي بين مريم وسارة في الجنة" – رضي الله عنهم.
كانت في نصف جمال حواء – الجمال الأصلي الحقيقي لا جمال الغش والمكر وتغير الخلقة الإلهية.
زوجة نبي ورسول فهي زوجة نبي ورسول الله وأحد أولي العزم من الرسل ، وثاني أفضل الخلق على الإطلاق ، وأبو الأنبياء خليل الرحمن سيدنا إبراهيم – عليه السلام .
- أم نبي : أم إسحاق – عليه السلام .
- جدة نبي : جدة يعقوب – عليه السلام .
- أم جدة نبي : يوسف – عليه السلام .
- جارة أم نبي : جارة هاجر أم إسماعيل – عليهما السلام .
- إليها ينتهي نسب أنبياء بني إسرائيل من ناحية الأم موسى وهارون ، وداود وسليمان ، وزكريا ويحيى ، وعزير وأرميا وعيسى وغيرهم – عليهم السلام.
انطلق إبراهيم ولوط – عليهما السلام – قبل الشام فلقي سارة ابنة عمه هاران الذي تنسب إليه حران ، فتزوجها ، وأحبها حباً شديداً لدينها وقرابتها منه وحسنها الباهر ، فإنه قد قيل إنه لم تكن امرأة بعد حواء إلى زمانها أحسن منها – رضي الله عنها .
ولم نظفر لسارة في سيرتها الغالية العالية إلا بموقفين : موقف اختبار وابتلاء . وموقف : اصطفاء وإجابة دعاء .
فأما موقف الابتلاء :
فعندما هاجرت سارة مع إبراهيم – عليه السلام – إلى بلاد مصر ، وكان ملك مصر عمرو بن امرئ القيس بن مايلون كافراً عربيداً فاجراً وهو ملك من الملوك وجبار من الجبابرة ، وكان إذا علم بامرأة جميلة أرادها لنفسه ، فإذا كانت زوجة طلقها ، وإن كانت أختاً تركها ، وفي الحديث النبوي الصحيح . قال عليه الصلاة والسلام : «لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات قوله حين دعي إلى آلهتهم فقال (فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ) (الصافات:89) ، وقوله : (قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا) (الأنبياء:63) وقوله لسارة : إنها أختي» .
قال : ودخل إبراهيم قرية فيها ملك من الملوك أو جبار من الجبابرة ، فقيل : دخل إبراهيم الليلة بامرأة من أحسن الناس ، قال : فأرسل إليه الملك أو الجبار من هذه التي معك ؟ قال: أختي.
قال : فأرسل بها .
قال فأرسل بها إليه . وقال : لا تكذبي قولي فإني قد أخبرته أنك أختي إن ليس على الأرض مؤمن غيري وغيرك ، فلما دخلت عليه قام إليها فأقبلت تتوضأ وتصلي وتقول : اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا علي زوجي ، فلا تسلط علي الكافر ، قال: فغط حتى ركض برجله .
فقال : ادعي الله لي ولا أضرك ، فدعت الله فأطلق ، ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها ، أو أشد ، فقال : ادعي الله لي ولا أضرك فدعت الله فأطلق ، ثم تناولها الثالثة ، فأخذ مثلها أو أشد ، فقال : ادعي الله لي ولا أضرك ، فدعت الله فأطلق ، فقال في الثالثة أو الرابعة : ما أرسلتم إلي إلا شيطاناً ارجعوها إلى إبراهيم وأعطوها هاجر ، قال : فرجعت ، فقالت لإبراهيم أشعرت أن الله رد كيد الكافر وأخدم وليدة .
هذا الموقف يدل على صدق إيمان سارة ، وإلى لجؤها إلى من يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ، وما أجمل فعلها عندما سارت إليه ، فتوضأت فصلت لله ركعتين ليقضي حاجتها ، ويكفيها كيد الفاجر ، فلما توكلت على الله حق التوكل منّ الله عليها بكرامة لا مثيل لها حيث إنه عندما مد الفاجر يده إليها ليعتدي على عرضها أشله الله ، فطلب منها أن تدعو الله ، فدعت مولاها فلباها ، وردت يده إليه ، فنظر إليها الثانية فمد يده فأشله الله ثانية ، فطلب منها أن تدعو الله له ، فرد الله يده ، فنظر ثالثة ، فمد يده فأخذها الله وحبسها عن الحركة ، فطلب الكافر منها الدعاء ، فدعت ربها ، فاستجاب لها ، فتركها وأخدمها هاجر .
والموقف الثاني :
وبعد أن جاءت هاجر تزوجها إبراهيم رغبة في الولد ، ومنّ الله عليه بإسماعيل وسارة في هذا الوقت تتمنى أن توهب ولداً ، وهي تظنه من ضرب المستحيل ، إذ أنها بلغت من الكبر عتياً ، وكانت عاقراً ، وكذا بلغ زوجها من الكبر عتياً ، وكان عاقراً ، ولكن الله – جلت قدرته – ولا يعجزه شيء في السماوات والأرض ، ومن هنا نزل العطاء الإلهي ، وجاء الأمر العلوي بإكرام سارة بالولد وأرسل الله – جل وعلا – إليها كبار ملائكته (جبريل ، وميكائيل وإسرافيل) ، ليبشروها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب وكان مع هذه البشرى مصيبة كبرى تهلك قوم لوط تتري إن في هذا لذكرى.
قال تعالى : (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذ (*) فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (*) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ(*) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيب (*ٌ) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) (هود: - 69 - 73)
إنها قدرة العزيز الحكيم الذي لا يمنعه شيء من تنفيذه أمره ، والذي يحكم ما يريد ، ويحكم لا معقب لحكمه ، وحكمته ، سبحانك سبحانك لا يغلبك شيء، وأنت غالب على أمرك .
سلام على أم الأنبياء .
وسلام على أبي الأنبياء .
وسلام على إسحاق ويعقوب .
وسلام على المرسلين .
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|