وقفات مع قوله جل جلاله : " وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاه
قال تعالى :" .( وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) سورة الجن -16
في هذه الآية ثلاث حقائق كبرى:
الحقيقة الأولى: الارتباط الوثيق بين الإستقامة وبين الرزق والرخاء. فالاستقامة هي الأساس في رغد العيش واستقرار الأمم (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) وكما قال تعالى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ) أما إن حصل هناك سعة في الرزق في ظاهرها مع انحراف فتدل عليه بقية الآية (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ). وذلك ابتلاء وفتنة من الله وقد يكون استدراجا .
الحقيقة الثانية : (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) أن في الرزق فتنة، والفتنة تشمل الجميع لكن هنا يُفتن من أوتي خيراً مع انحرافه ويُفتن كذلك من آتاه الله سعة مع استقامته (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً )
الحقيقة الثالثة : وهي العاقبة وهي الصلة الوثيقة أيضاً بين الانحراف والعذاب وهي بقية الآية (وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا) عذاباً متعباً مهلكاً يعني من يعرض عن ذكر ربه يلحق به عذاب وهلاك ومشقة في الدنيا والآخرة. كماقال تعالى ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا)
هذا والله أعلم
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|