خواطر حول الجلوس للتعزية

خواطر حول الجلوس للتعزية
العزاء:
مواساة أهل الميت بالقعود معهم مدة قليلة مع الدعاء للميت وللحى ثم الانصراف بعدها
بالطبع هناك صور متعددة للعزاء وهى :
الأول هو وضع مقاعد أمام البيت أو داخله مع مصافحة أهل الميت مع الأدعية التى تقال مثل رحم الله فلان أو فلانة أو غفر الله ذنبكم أو شكر الله سعيكم
الثانى وضع مقاعد أمام البيت أو داخله مع مصافحة أهل الميت مع الأدعية مع وجود مقرىء يقرأ القرآن
الثالث وضع مقاعد فى المضيفة مع مصافحة أهل الميت مع الأدعية
الرابع وضع مقاعد فى المضيفة مع مصافحة أهل الميت مع الأدعية مع وجود مقرىء يقرأ القرآن
الخامس وضع مقاعد فى مكان معد من القماش مع مصافحة أهل الميت مع الأدعية
السادس وضع مقاعد فى مكان معد من القماش مع مصافحة أهل الميت مع الأدعية مع وجود مقرىء يقرأ القرآن
السابع وضع مائدة طعام مع مصافحة الداخلين واطعامهم
الثامن وضع مائدة طعام مع مصافحة الداخلين واطعامهم مع وجود مقرىء يقرأ القرآن
وكل هذه الصور للعزاء بعد الدفن وأما الصورة الموجودة فى القرآن فهى :
الصلاة على الميت وهى الدعاء له والقيام عند قبره وهو الوقوف على حدود حفرة الدفن للدعاء للميت وإهالة التراب الخارج من الحفرة عليه
وفى هذا قال سبحانه :
" ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره"
بالطبع صور العزاء التى ذكرناها الحلال والحرام فيها هو :
أولا لا يجوز الجلوس فى أثناء الطاعات الوقتية بمعنى أنه لا يجوز للعزاء فى أوقات الصلوات المفروضة كما لا يجوز القعود وقت الراحة وهو القيلولة وهو وقت الظهيرة كما قال سبحانه :
"وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة "
كما لا يجوز الجلوس فى وقت العمل الوظيفى وهو ما نسميه الصباح كما قال سبحانه :
" فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه "
فلا يجوز ايقاف العمل لموت أحد
وبناء على السابق يكون الوقت المتبقى من النهار هو ما نسميه وقت العصر نهارا
وأما الليل فيحرم بعد العشاء الجلوس للسمر أو السهر لأنه وقت الراحة الثانى كما قال سبحانه :
" ومن بعد صلاة العشاء"
ثانيا لا يجوز بأى شكل من الأشكال قراءة القرآن من قبل مقرىء أو من قبل جهاز من أجهزة بث الصوت لأن القرآن يقرأ فى المساجد العامة والمساجد الخاصة فى البيوت كما قال سبحانه :
"إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله "
وقال فى قيام الليل :
" فاقرءوا ما تيسر منه "
ولا يوجد فى الإسلام قراءة للقرآن والناس يتكلمون بشكر الله سعيك أو غفر الله ذنبك أو كيف حالك ووحشتنى واهلا وسهلا وشرفتنا عند تلاقى من لم يلتقوا منذ زمن وما شاكل من الكلام ولو أخذنا بظاهر الآية :
" وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون "
لأن مجالس العزاء لا تخلو من الكلام والمقرىء يقرأ
ثالثا لا يجوز أن يتكلف أهل الميت بصناعة طعام للناس القادمين للعزاء إلا أن يكونوا قادمين من سفر لكونهم ضيوف واكرام الضيوف واجب لأن ذبح الذبائح واطعام الناس هو من قبيل الاسراف والتبذير المنهى عنه كما قال سبحانه :
" ولا تبذر تبذيرا "
وهو من باب الفخر والتباهى المنهى عنه
رابعا ألا تعطل مجالس العزاء مصالح الناس فوضع الناس الكراسى فى الشوارع هو تعطيل لحركة الناس من الدخول والخروج من البيوت خاصة عندما يكون هناك مرضى أو يكون نساء تريد دخول البيوت أو هناك سيارات تريد المرور كسيارة اسعاف أو سيارة تحمل ناس للرجوع لبيوتهم من العمل وما شاكل ذلك
وأما فى الروايات فقد تحريم مجالس العزاء نهائيا برواية أبو أيوب :
"كنا نعد الجلوس إلى أهل الميت وصنعهم الطعام من النياحة"
وهناك روايات أخرى تبين أن أهل الميت لا يصنعون طعاما وإنما يقوم الأقارب والجيران بصناعة الطعام لهم يوم موت أحدهم كما فى روايات موت جعفر:
" اصنعوا لهم طعامهم فقد آتاهم ما يشغلهم"
وهناك رواية أخرى وهو أن أهل البيت يأمرون غيرهم بصناعة طعام للمعزين فقد روى عن "أن عائشة رضي الله عنها: كان إذا مات لها ميت اجتمع النساء عندها، فإذا أتى وقت الطعام أمرت بالبرمة فأُصلحت فشربوا منها أو أكلوا منها."
والموجود فى القرآن وجوب اطعام الضيوف وهم القادمون من سفر والسفر يطلق على ما يستغرق النهار كاملا وأما أهل البلد والبلاد المجاورة التى لا تستغرق سوى مدة قليلة فهؤلاء ليس ضيوفا
وهناك حالة اطعام وهى أن يقوم الأقارب والجيران بإعداد صوانى طعام كثيرة وهذه الصوانى إذا تركت فسوف تفسد ومن ثم يجوز اطعام أهل البلاد المجاورة أولا منها فإن تبقى شيئا منها وجب اطعام الأطفال اليتامى منها أولا والمساكين أبناء السبيل المتواجدين وقتها فإن تبقى شىء اطعم المتواجدين من أهل البلد
ونقل عن ابن القيم :
" إن هدي السلف هو التفرق، والنبي - صلى الله عليه وسلم - ما أثر عنه أنه جلس في مكان ليقبل العزاء أو نحو ذلك"