منتديات مملكة الراقي

منتديات مملكة الراقي (http://www.k-alraqi.com/vb/index.php)
-   •₪•~ إسلآمي هو سر حيآتي ~•₪• (http://www.k-alraqi.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   السَّلَامُ جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ (http://www.k-alraqi.com/vb/showthread.php?t=493618)

حكآية روحْ ❤ 23-04-2024 01:49 AM

السَّلَامُ جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ
 







/

السَّلَامُ
جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ

السَّلامُ في لغةِ العربِ:
السَّلامُ في اللغةِ مصدرٌ استُعمل اسمًا للموصوفِ بالسَّلامةِ، فعلُه سَلِم يسلَمُ سَلَامًا وسَلَامةً، والسَّلامةُ الأمنُ والأمانُ والحصَانةُ والاطمئنانُ، والبراءةُ من كلِّ آفةٍ ظاهرةٍ وباطنةٍ، والخلاصُ مِن كلِّ مكروهٍ وعيبٍ[1].

ومادَّةُ السَّلامِ تدلُّ على الخلاصِ والنجاةِ، وقيل للجَنَّةِ دارُ السَّلامِ لأنها دارُ السَّلامةِ مِن الهمومِ والآفاتِ، باقيةٌ بنعيمِها وأهلِها في أمانٍ ما دامت السماواتُ والأرضُ، قال تعالى: ﴿ لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 127][2].

ومن السَّلامةِ أيضًا التحيَّةُ الخالصةُ مِنْ سُوءِ الطَوِيَّةِ وخُبْثِ النيةِ، فسُمِّيَتِ التحيةُ في الإسلام سَلامًا، روى البخاري من حدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه؛ أن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «خَلقَ الله آَدَمَ وَطُولُهُ ستُّونَ ذرَاعًا، ثمَّ قَال اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أَولَئِكَ مِنَ الَملائِكَة فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ، تَحيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللهِ»[3].

وَالله عز وجل هُوَ السَّلامُ لسَلامتهِ من النقائصِ والعيوبِ، فهو الذي سَلِم في ذاتهِ بنُورِهِ وجلالِهِ، فمِنْ جَمالِهِ وسُبُحاتِ وجهِهِ احتجبَ عن خلْقِهِ رحمةً بهم وابتلاءً لهم، رَوَى مسلمٌ مِن حديثِ أبي مُوسَى رضي الله عنه؛ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ»[4].

وهو الَّذي سَلِم في صفاتِهِ بِكَمَالِها وعلوِّ شأنِها، وسَلِمَ أيضًا في أفعالِه بإطَلَاقِ قُدرتهِ وَإِنفاذِ مشيئتِه، وكمالِ عدلِه وبالغِ حكمتِهِ.

وهو سُبحانه الذي يدعو عبادَهُ إلى السَّلامةِ وإفشاءِ السَّلامِ، فأثنى على عبادهِ في قولِه تعالى: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63].

وَهُوَ الذي يدعو إلى سُبلِ السَّلامِ باتَباعِ منهجِ الإِسلامِ كما قال تعالى: ﴿ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ ﴾ [المائدة: 16].

وهو سبحانه الذي يدعو عبادَهُ إلى دَارِ السَّلامِ ويبلغ منِ استجابَ منهم إليها فقال: ﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [يونس: 25]، فكلُّ سلامةٍ مَنْشَؤُهَا منه، وتمامُها عليه، ونسبتُها إليه[5].

معنى الاسمِ في حَقِّ اللهِ تعالى[6]:
قال ابنُ كثيرٍ: «السَّلامُ أي: مِن جميعِ العيوبِ والنقائصِ لكمالهِ في ذاتِهِ وصفاتِهِ وأفعالِهِ»[7].

وقال الألوسي في تفسيرهِ: «السَّلامُ ذو السَّلامةِ من كلِّ نقصٍ وآفةٍ»[8].

وقال البيهقيُّ: «السلامُ هو الذي سَلِمَ مِن كلِّ عيبٍ وَبرِئَ مِنْ كلِّ آفةٍ، وهذه صفةٌ يستحقُّها بذاتِهِ.

وقِيلَ: هو الذي سَلِمَ المؤمنون من عقوبتِه»[9].

وقال القرطبيُّ: «(السَّلامُ) أي: ذو السلامةِ من النقائصِ».

ونَقَلَ عن ابنِ العربِيِّ قَولَهُ: «اتفقَ العلماءُ - رحمةُ اللهِ عليهم - على أَنَّ معنى قولِنا في اللهِ (السَّلام) النِّسْبَةُ، تقديرُه ذو السَّلامةِ، ثم اختلفوا في ترجمةِ النِّسبةِ على ثلاثةِ أقوالٍ:
الأَول: مَعناهُ الذي سَلِمَ من كلِّ عيبٍ، وبَرِئَ مِن كلِّ نقصٍ.

الثَّاني: مَعناهُ ذو السَّلامِ؛ أي: الُمسلِّمُ على عبادهِ في الجَنَّةِ، كما قال: ﴿ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ﴾ [يس: 58].

الثَّالثُ: أَنَّ مَعنَاهُ الذي سَلِمَ الخلْقُ مِن ظُلمِهِ.

قُلْتُ – أي: القرطبيُّ -: وهذا قولُ الخطابيِّ وعليه والذي قبْلَهُ يكونُ صِفَةَ فعلٍ، وعلى أنه البريءُ مِنَ العيوبِ والنقائصِ يكونُ صفةَ ذاتٍ، وقيل: السلامُ معناه المسلِّم لعبادِهِ»[10].

وقال ابنُ القيِّم في النُّونيةِ:
وَهُوَ السَّلامُ على الحقيقةِ سالمٌ
مِنْ كلِّ تمثيلٍ ومِن نُقصانِ[11]









الساعة الآن 04:16 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas