المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التــــوازن فــي المــواقــف


حكآية روحْ ❤
01-03-2017, 02:21 AM
.

..

0


كثير من الناس تسعده مواقف الفوز , فيطير بها فرحا ,
فيرى الدنيا بلونها الضاحك ,
فينسى كل ما حوله في غمرة الفرح ,
وربما مع فرحه نسى بعض مبادئه وقيمه .

وآخرون تصدمهم مواقف الخسارة والهزيمة ,
فتظلم الدنيا أمام أعينهم ,
فربما ارتفع ضغط الدم عندهم ارتفاعا قربهم من لحظات الموت
, وربما أصيبوا بالأمراض القاتلة ,
وربما أقعدهم الموقف فلم يستطيعوا معه حراكا !

فالناس بين إسراف بالغ في الأفراح عند الكسب والفوز
وتحقق المرادات , وبين انتكاس بالغ في
الأحزان عند المصيبة والخسارة والنقص .

و حتى لا يصبح المرء عرضة لهزات نفسية متتابعة ومتوالية
, متعلقا بتغيرات الزمان والأحوال ,
فتتضاءل شخصيته , وتقصر عزيمته , وتتراجع نفسه ,
لزمه أن يتعامل مع مواقف الفرح والأحزان بمنهج حكيم ..

الاقتصاد في الحزن على مافات ,
والاقتصاد في الفرح بما أقبل ,
هو ذلك المنهج الحكيم الذي اقصده ,
وهو منهج قرآني علمنا إياه القرآن الكريم في قوله تعالى
:" لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم .."

فالفرح الشديد يورث الالتهاء عن الشكر ,
وقد يترك في النفس أثر الإعجاب بالنفس وبالحال ,
وقد يورث البطر عند ذهاب بعض النعم ,
لذلك ففعل الصالحين هو الشكر عند استحداث النعم .

والحزن الشديد يورث الضجر وعدم الصبر ,
وعدم الرضا بالقضاء ,
لذلك ففعل الصالحين عند الحزن هو التصبر ,
ورد الأمر لله سبحانه , والرضا بقضائه , والاحتساب .

وبالطبع ليس من بني آدم أحد إلا وهو يحزن ويفرح ,
لكن ينبغي أن يجعل أحدنا من الفرح شكرا ومن الحزن صبرا.

وأهل البصيرة ينظرون للأحداث كلها باعتبارها مقدرة
في علم الله سبحانه , فيورث في قلوبهم الرضا بالنتائج ,
فتصير نفوسهم ثابتة متوازنة كلما تغيرت أحوال الزمان .

فأمر المؤمن كله له خير ,
سواء أكان في سراء أو ضراء ,
لكن إنما عليه الصبر والشكر ,
فلا أسى يكسر النفس , ولا فرح يستخف بها ,
ولكن رضا وتسليم , وحمد واعتراف بالنعمة .

ومن أكثر ما ينفع في محافظة المرء على توازنه عند المسرات
أو الملمات إكثاره من ذكر الله وتعلق قلبه به سبحانه ،
وعلمه يقيناً أنَّ الأمر كله بقدر الله، لقوله سبحانه في الآية
التي سبقتها
" ما اصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب "


و من عرف الدنيا لم يفرح لرخاء,
لأنه مؤقت زائل ، ولم يحزن لشقاء, لأنه مؤقت متغير ،
قد جعلها الله دار ابتلاء وامتحان سواء بالسراء أو الضراء ,
وجعل الآخرة دار جزاء ,
فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا ,
وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً ,
فيأخذ ليعطي, ويبتلي ليجزي ,
فله الحمد في الأولى والآخرة


.




.

.

خالد الشاعر
01-03-2017, 03:24 AM
تحية محملة بباقة ورد جوريه أهديكِ إياها
يعطيكِ العافيه طرح رائع وانت دائما رائع في طرحكِ
أنتظر جديدكِ بكل الشوق والود
تقبلي مروري المتواضع
خ ـالد الشاعر

حكآية روحْ ❤
03-03-2017, 05:00 AM
خالد
شاكره لك مرورك العطر

- فتنہۧ آلحـوُر ❖
18-10-2017, 07:51 AM
-





آلله يعطيك آلعآفيه وسَلمت يمناك .
وب آنتظـآر آلقـآدم ب شوق .
كل آلود لـ روحك .