المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اعينوني بقوه


حكآية روحْ ❤
01-12-2022, 05:20 AM
https://lh3.googleusercontent.com/-rccqIsTjcuM/U_9Kzqo9U7I/AAAAAAAAABc/zp18wwcPb6k/s630-fcrop64=1,00001168ffffee96/370e0169-805a-4309-984d-40424cf3e0bb
لما رزق موسى النبوة و الرسالة دعى ربه ليشد
عضده بأخيه قائلا كلمة من أعظم الكلمات
التي ينبغي أن يقف أمامها القادة و المصلحون
قال
" وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي "
و برغم أن اتباع هارون لموسى
كان أمرا بدهيا ومتوقعا إلا أن موسى عليه السلام
أراده شريكا و معضدا
و ليس فقط تابعا ومؤيدا
ولما طُلب من ذي القرنين أن يجعل سدا بين القوم و بين أعدائهم
لم يسارع بذلك ، رغم قدرته وهو الذى أوتى من كل شىء سببا ،
يمكنك أن تقول إنه لم يعطهم سمكا
ولكنه علمهم كيف يصطادونه بأنفسهم
لقد قال لهم و هو المُمَكَّن القوى :
" فأعينونى بقوة أجعل بينكم و بينهم ردما " ،
ثم هو لم يكتف بذلك، وما زال بهم حتي علمهم صناعة
سبيكة الحديد و النحاس
و أطلعهم على سر بناء السد المتين
الذى يصمد ويقوي علي حجز يأجوج و مأجوج ،


و هكذا القائد المتجرد النصوح ،
ليست قضيته أن يظل الأتباع عالقين به
لا يتحركون إلا بأمره ، و لا يرون في الكون غيره
و إنما يعنيه أن تكون
لديهم القدرة على العمل و الحركة و التغيير و البناء.
به أو بدونه
فإنه فى النهاية ميت ، وإنهم ميتون.
لا بأس من وجود القادة والرموز،
بل لا غنى عن وجودهم ،
لكن لا يصح أبدا أن تتمحور الحياة فقط حولهم
وتختزل في أشخاصهم حتى يتحولوا فى ميادين النفس إلى
أوثان كبيرة ، تنتهى إليها الأحداث ، و تدور فى فلكها الوقائع ،
ليكن القادة ،
وليحترموا و ليقدروا ، ما داموا على الجادة ،
لكن الأهم أن تكون الأفكار ، و الرؤى، و المناهج
والمؤسسات معهم و إلى جوارهم ، وبمحاذاتهم
و ليحاكم كل ذلك إلى موقعه من موافقة الحق
أو مخالفته ، فى إطار الأصل الجامع ، و المبدأ العام؛
مبدأ : إنك ميت وإنهم ميتون ،
و أن الحق هو الحى الذى لا يموت