ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بِاسم الله تعالى / المقيت
ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بِهَذَا الاسْمِ:
1- إِنَّ اللهَ هُوَ (المُقِيتُ)؛ أَيِ: القَدِيرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَسَيَأْتِي بَسْطُ الكَلَامِ عَلَى ذَلِكَ فِي (القَدِيرِ) إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.
2- إِنَّ اللهَ سبحانه وتعالى هُوَ المُعْطِي لأَقْوَاتِ الخَلْقِ، صِغِيرِهُمْ وَكَبِيرِهُمْ، قَوِيِّهُمْ وَضَعِيفِهِمْ، غَنِيِّهِمْ وَفقِيرِهِمْ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6].
وَقَدْ قَدَّرَ اللهُ ذَلِكَ كُلَّهُ عِنْدَ خَلْقِهِ للأَرْضِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ﴾ [فصلت: 10].
قَالَ ابِنُ كَثِيرٍ: «﴿ وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ﴾، وَهُوَ مَا يَحْتَاجُ أَهْلُهَا إِلَيْهِ مِنَ الأَرْزَاقِ وَالأَمَاكِنِ الَّتِي تُزْرَعُ وَتُغْرَسُ»[13].
وَقَالَ القُرْطُبِي: «مَعْنَى ﴿ وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ﴾؛ أَيْ: أَرْزَاقُ أَهْلِهَا، وَمَا يَصْلُحُ لِمَعَايِشِهِم مِنَ التِّجَارَاتِ والأَشْجَارِ والمَنَافِعِ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ مَا لَمْ يَجْعَلْهُ فِي الأُخْرَى؛ لِيَعِيشَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ بِالتِّجَارَةِ وَالأَسْفَارِ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ»[14].
3- قَالَ القُرْطُبِي فِي الأَسْنَى: «وَقَدْ يَقُوتُ الأَرْوَاحَ إِدَامَةُ المُشَاهَدَةِ، وَلَذِيذُ الُمؤَانَسَةِ، قَالَ اللهُ عز وجل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [يونس: 9][15].
هَذَا أَحدُ أَوْجُهِ قَوْلِهِ؛ «إِنِّي لَسْتُ كَهَيئَتِكُمْ؛ إِنِّي أَبِيتُ يُطعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي»[16].
وَأَنْشَدُوا:
فَقَوَتُ الرُّوحِ أَرْوَاحُ الَمعَانِي
وَلَيْسَ بِأَنْ طَعِمْتَ وَأَنْ شَرِبْتَ
فَلِكُلِّ مَخْلُوقٍ قُوتٌ؛ فَالأَبْدَانُ قُوتُهَا الَمأْكُولُ والَمشْرُوبُ، وَالأَرْوَاحُ قُوتُهَا العُلومُ، وَقُوتُ الَملَائِكَةِ التَّسْبِيحُ، وَبِالجُمْلَةِ فَاللهُ سُبْحَانَهُ هُوَ المُقِيتُ لِعِبَادِهِ، الحَافِظُ لَهُمْ، وَالشَّاهِدُ لِأَحْوَالِهمْ، وَالمُطَّلِعُ عَلَيْهِمْ، وَقَدْ تَضَمَّنَ هَذَا الاسْمُ جَمِيعَ الصِّفَاتِ.
فَيَجِبُ عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ لَا قَائِمَ بِمَصَالِحِ العِبَادِ إِلَّا اللهُ سُبْحَانَهُ، وَأَنَّهُ الَّذِي يَقُوتُهُم وَيَرْزُقُهُم.
وَأَفْضَلُ رزْقٍ يَرْزُقُهُ اللهُ العَقْلَ، فَمَنْ رَزَقَهُ العَقْلَ أَكْرَمَهُ، وَمَنْ حَرَمَهُ ذَلِكَ فَقَدْ أَهَانَهُ»؛ اهـ[17].
.
|
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|