"قدر السراب"
تسيح عيناي في بئر عينيكِ
لتقرأ طريق النهاية وتعانق سحاب المستحيلْ.
تموتينَ
وتأخذين قلبي بين يديكِ جنينا يرضع الحلم
وأموت فتبقى ذكراك جمرةً
تسقي بالحنين ترابي.
كالسراب
أحضن كفيكِ
لأسطر بالأنامل قصورا للانهيار
وأرسم بالرمال عينيكِ
أزرعها بالتمني
فأنبت مكان الرموش شوكاً
ألبسه ساعات الانتظارْ.
***
أسافر في سماءك زحفا
لأبني بأشواق المحالِ محالا
وأعليَ بالنجوم برجا بعيد المنالْ،
أُسكنه حزن الليالي
وأنحت بالحسرة جدران المرامْ
.
أموت
وأصير بعد السقوط رمادا تحصده السنينُ
تموتين
وأحيا بين حناياكِ
صليبا يرصّع بالعذاب قولب العاشقينْ.
2
"الرحيل"
إن رحلت عني عيناكِ
خلقت الأحرف عزاء
وكسوت همومي كفنا أصفر كلون العراء
وفتحت ذراعي لألحان الذكرياتِ
كي تحضنني ساعات الفراق
كي تدثرني بهمس الفناء
شعرة, شعره
***
إن رحلت عني عيناكِ
أمطرت الكون عبراتي
وأسكنت تجاعيدي تهاليل المساء
ثم لونت الأقمار بالصراخ
أوزعها أركان الليالي
وأخضب بصداها أيادي الخلاءْ.
***
إن رحلت عني عيناكِ
حجبت الشمس بذكراكِ
وأسكنت خريفها ضلوع أعماقي
أذبح بصقيعها شراييني
وأقطرها للنرجس
ألف جمرة وجمره.
***
إن رحلت عني عيناكِ
زينت الشفق بالامتدادِ
وصلبت بأعماقي دموع الخلاص
ثم فتحت خزائني أُمسِّح
الغبار عن دفاتر أيامي
لأعيد بالقصيدة
أساطير الجلاءْ.
3
"عيناكِ"
عيناك صحراءٌ
هجرتها القوافل واحتمتْ
بين كثبانها هموم الزمانْ
حملت كفن الصبا
وختمت على جبينك
خريف الاعمارْ
,
رحل الصباح عن واحتيكِ
ونثر المساء على شفتيكِ
بسماته:
شروقا
غروبا
شبقا
وذبول ازهارْ،
ثم قرع بنواقيس الاندثار صدركِ
ووشمها بأشواك البراري
فوشح بها راسكِ
أكاليل أحزانْ.
,
تذرفين الجمر برَدا
وتعزفين الصراخ
على
أوتار الصمت فيكِ
ليسلمك سكون المكانِ
من غربة الوجودِ
إلى
وحشة الليالي الطوالْ
...
فتنام الطفولة بين ذراعيك قروناً
وترتاح البراءة على أحداقكِ
ساعة
برهة
أو بضع ثوانْ.
,,,
عيناك يا قاتلتي
بحرٌ
يمدني بأحزان اللقاءِ
أحزانا
ويزيدني على الشوق إليك
أشواقا
ليحلق بي شرود عينيك
لأبعد منكِ
ليحلق بي لشحوب السماءْ.
ويأخذني من
أنس الرحيل
إلى
أزمنة تعبت من جحود الانتظارْ