فوائد الصدقة

الصدقة من الأعمال التى تعود على المسلم بالنفع والخير فى الدنيا والاخرة، والصدقة تعكس فلسفة العطاء لدى المسلم، فإذا كانت الصدقة تدخل السعادة والنفع على المتصدق عليه، فإن سعادة المتصدق أكبر من ذلك بكثير، وهذه هى فلسفة العطاء وتلك هى السعادة فى الدنيا والاخرة، التى هى سبب لانشراح الصدر وراحة القلب، فالصدقة من أفضل الأعمال عند الله تعالي، لأنها تحقق التكافل الاجتماعى بين الغنى والفقير ومن ثم يحدث التوازن فى المجتمع. كما أن لها من الفوائد والأسرار التى لا يدركها إلا من جربها وذاق حلاوتها، فمن فوائدها الدنيوية أنها تقى مصارع السوء لقوله: «صنائع المعروف تقى مصارع السوء، والصدقة خفيًا تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة فى العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف فى الدنيا هم أهل المعروف فى الآخرة، وأهل المنكر فى الدنيا هم أهل المنكر فى الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف». وللصدقة أثر عجيب فى دفع البلاء عن فاعلها، حيث يقول المصطفى صلوات ربى عليه: «باكروا بالصدقة، «فإن البلاء لا يتخطى الصدقة». كما أن من العجائب الإلهية أن الصدقة سبب لنماء المال وبركته، لا تنقصه رغم الأخذ منه، فما نقص مال من صدقة كما أخبرنا الحبيب المصطفي، وليس هذا وحسب بل هى تطهير وتنمية وزيادة فى المال، فما من يوم إلا وينزل فيه ملكان يدعو أحدهما للمتصدق بالبركة وأن يعوضه الله بدلاً عما أنفقه، فقد يظن الانسان بأفقه الضيق أن المال قد يذهب ولكن الحقيقة أن يذهب كل المال ويبقى ما تصدق به، ولنا فى قصة السيدة عائشة رضى الله عنها عظة حين سألها عن الشاة التى ذبحوها ما بقى منها: قالت: ما بقى منها إلا كتفها. قال: «بقى كلها غير كتفها». ومن فوائد الصدقة أنها دواء للأبدان من عللها وأسقامها ودواء للنفوس من آفاتها وشرورها، كما فى قوله «داووا مرضاكم بالصدقة»، وقوله: «إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم»، كما أن الصدقة تخفف المشقات وتزيل المصائب. فالصدقة هى سبب من أسباب دخول الجنة. كما أن المتصدقين يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله، والصدقة تمحو الذنوب، فقد تكون الصدقة قليلة ولكنها تكون سببًا فى عدم دخول النار، حيث يقول المصطفى: «اتقوا النار، ولو بشق تمرة»، فالصدقة تطفئ عن أصحابها حر القبور وهى خير ما ينتفع به الميت وخير ما يُهدى له فى قبره