إنــــــــــه رمـــــــضــــان..إنه شهر القرآن

***إنــــــــــه رمـــــــضــــان*** رمضان شهر قوّة وعطاء، شهر العمل و الصبر. وليس شهر الضعف والكسل والنوم، وخمول بعض الصائمين ولجوئهم إلى النوم في نهاره ، والإقلال من العمل يخالف الحكمة من الصوم، ولا يتفق مع الغاية منه. كان السلف الصالح رحمهم الله يعيشون رمضان بقلوبهم ومشاعرهم فإذا كان يوم صوم أحدهم فإنه يقضي نهاره صابراً على الشدائد متسلحاً بمراقبة الله وخشيته، بعيداً عن كل ما يلوث يومه ويشوّه صومه، ولا يتلفظ بسوء ولا يقول إلا خيراً، وإلا صمت. جعلوا منه شهر الانتصارات انتصارات على النفس .................انتصارات على المغريات و الشهوات بل انتصارات على الأعداء.........انتصارات بدأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم من بعده فيه غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة الفتح، وكان يصوم هو والمسلمون، وفيه كانت غزوة بدر الكبرى، وفي تلك الغزوات انتصرت راية الإسلام وإنتكست راية الوثنية والأصنام، وفيه وقع كثير من معارك المسلمين وحملات جهادهم وتضحياتهم. أما ليله فكان يقضونه(السلف الصالح) في صلاة وتلاوة للقرآن وذكر الله تأسياً برسوله - صلى الله عليه وسلم كما قال الحسن البصري: «إن من كانوا قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها بالنهار». نعم إنه شهر رمضان............إنه شهر القرآن................ تلاوة و فهما و تدبرا و عملا قال تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } قال ابن كثير: "يمدح تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم" وقال محمد رشيد رضا: «واعلم أن قوة الدين وكمال الإيمان واليقين لا يحصلان إلا بكثرة قراءة القرآن واستماعه مع التدبر، بنية الاهتداء به والعمل بأمره ونهيه». قال تعالى مؤكدًا أن القرآن يزيد المؤمنين إيمانًا: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) قال ابن القيم رحمه الله: «فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها، فإذا قرأه بتفكر حتى مر بآية وهو محتاج إليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة، ولو ليلة، فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم، وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن». وقال قتادة: «لم يجالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو وكثير من الناس من اشتغل بحفظ القرآن وحسن ترتيله مع إهمال جانب العمل به والتخلق بأخلاقه ». فيصف الحسن البصري هذا النوع من الناس فيقول: «...أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: لقد قرأت القرآن كله فما أسقطت منه حرفًا، وقد والله أسقطه كله، ما يُرى له القرآن في خُلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول إني لأقرأ السورة في نفس، والله ما هؤلاء بالقُرّاء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة، متى كانت القُرَّاء مثل هذا لا أكثر الله في الناس مثل هؤلاء». يقول ابن القيم رحمه الله: «إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه وألق سمعك واحضر حضور من يخاطبه من تكلم به سبحانه منه إليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله». اللهم بلغنا رمضان اللهم اجعلنا ممن يصوم رمضان إيمانا و احتسابا واجعلنا فيه من أهل القرآن الذين هم أهلك و خاصتك