جوهر العبادة.. الذكر وفوائده
إن أفضل ما يَشغل العبد به وقته،
هو ذكر الله -تعالى-،
تلك العبادة السهلة الميسورة
التي رتَّب الله -تعالى- عليها الأجر الكبير
والثواب الجزيل، وهو ما ينفع
المسلم في الدنيا والآخرة،
فالذكر هو المنزلة الكبرى
التي منها يتزود العارفون،
وفيها يتجرون وإليها دائمـًا يترددون .
واللسان الغافل عن ذكر الله تعالى
كاليد الشلاّء، أو العين العمياء،
أو الأذن الصمّاء:
أعضاءٌ مُعطّلة عن فعل ما خُلقت لأجله،
فكيف تستنير بصيرةٌ إن لم يكن
لها من مدد القلوب وغِياثُها؟!
وذكر الله تعالى يطرد الشيطان
ويقمعه ويكسره، ويرضي
الرحمن عز وجل، ويزيل
الهم والغم عن القلب،
ويجلب للقلب الفرح والسرور والبسط،
ويقوي القلب والبدن.
وينور الوجه والقلب.
ويكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.
ويورثه المحبة التي هي روح الإسلام. .
فإنها رياض الجنة ،
ومجالس الذكر مجالس الملائكة
ليس لهم مجالس إلا هي ،
والله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته ،
وذكر الله عز وجل من أكبر
العون على طاعته،
فإنه يحببها إلى العبد،
ويسهلها عليه،
ويلذذها له،
ويجعل قرة عينه فيها،
وذكر الله عز وجل يذهب
عن القلب مخاوفه كلها ويؤمنه ،
والذكر يعطي الذاكر قوة ،
حتى إنه ليفعل مع الذكر
ما لم يطق فعله بدونه،
وذكر الله سبب لحسن الخاتمة،
فحسن الخاتمة هي غاية كُلّ عبدٍ،
ولأجلها يجتهد العبد المسلم
في حياته ليلقى الله -تعالى-
بخاتمةٍ حسنةٍ تكون على طاعةٍ أو عبادةٍ،
ولينال العبد حُسنَ الخاتمة جاء،
في السنة النبوية حثٌّ
على كثرة ذكر الله -تعالى- بشكلٍ عامٍ،
وحديث آخر على الموت
على لا إله إلا الله :
قال -صلى الله عليه وسلم-:
«مَن كان آخَرُ كَلامِه لا إلهَ إلَّا الله وَجَبَتْ له الجنَّةُ».
إن كل شيء يطلبه العبد المسلم
في الدنيا يمكن أن يناله
بدوام ذكر الله تعالى،
فالسكينة والطمأنينة والرزق
بكل أنواعه والبركة والثبات
والنصر والتقوى جميعها
يمكن أن ينالها العبد مادام
لسانه رطبًا بذكر الله .
أسأل الله أن يجعلنا من عباده
الذين يكثرون من ذكره .
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|